Wednesday, November 21, 2007

معاناة مجتمع...........7

من الشبكة الليبرالية السعودية:
==================

الطفولة تعني البراءة ، وتعني الفطرة السليمة ، فلا عجبا أن يتراقص الطفل على أنغام الموسيقى بعد سماعها، يدرك الجمال لكنه يفتقد لغة التعبير ، فيلجأ إلى التراقص تعبيراً عن ذوق رفيع فاق معدومي الشعور ، شعوره وإدراكه وحسه الجمالي لم تسحقها ثقافة عقدة الذنب ، لذلك قال أبو حامد الغزالي : ( من لم يحركه العود وأوتاره والربيع وأزهاره ، فهو فاسد المزاج وليس له علاج ) ، لذلك سماع الموسيقى و وجمالية الزهور محرمة عندنا بفتاوى شرعية ، وعودا إلى الطفولة فالذي عاش طفولته كما هي أو كما تفرضها مسيرة الحياة غالبا يعيش سعيدا في بقية عمره ، ما دعاني لذلك هي مشاهد طفولية رأيتها : فأول مشهد : كنت عند احد الحلاقين فجاء رجل يقتاد أولاده الثلاثة إلى الحلاق ومن شكله يتضح انه من إياهم ، طلب من الحلاق حلاقة أبنائه الثلاثة بالموس ( يا ساتر ) ، وانه سيعود بعد نصف ساعة لأخذهم ، بصراحة يظهر عليهم الإعياء والتعب من قلة النوم ، ولكن خشية أخينا أن يموت وفي رقبته منكرا لم ينكره ، هو ما جعله يسارع في حلاقتهم ، فسألتهم هل تريدون أن تحلقوا تلك الحلاقة ؟ فأجابوا : لا ، ولكنها رغبة والدي 0

والمشهد الثاني : كنت في الميقات أستعد للإحرام و شاهدت احد المتطرفين يطلب من ابنائه الأطفال الاغتسال في الميقات ، رغم بردودة الجو ، فالطائف باردة في الصيف فكيف ستكون في الشتاء ؟ ولكن هلوسة عقدة الذنب عند هؤلاء جعلتهم وحوشا !! تلك العقليات تعذب اجسادها وعقولها ظنا منهم ان ذلك يزيد في الاجر ونسوا ان الله يحب ان تؤتى رخصه ، ونسوا أيضا : ان الدين يسر وليس بعسر ، كما قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، تلك التصرفات هي سحق للطفولة ، وقتل للبراءة ، ألا يعلم ذلك الأهوج كم يسبب بفعلته تلك من العقد لأبنائه ، كنت أتأمل براءتهم ، وأقول أعانكم الله ، فكيف سيكون هؤلاء الأطفال بعد عيش من القهر والاستبداد ، وكيف سيعيش أولئك الأطفال مع أقرانهم الآخرين ؟ فالطفولة تعيش مع الإنسان من المهد إلى اللحد ، والدليل ذات مرة وأنا في سيارتي واقف رأيت شيخا كبيرا اشترى ساعة يد من احد المحلات ، فجلس يتأملها كالطفل ، بل انه لم ينزع ورقة الماركة التجارية ، وكل خطوة يمشيها ينظر إلى ساعته ويتبسم ببراءة الأطفال ، فعلا كما قال نيتشة : ( في كل إنسان حقيقي يختبئ طفل يرغب في اللعب ) 0

No comments: